أذا كانت الفلبين جنة فلماذا يغادرها بعض الفلبينيين؟


بادئ ذي بدء ، فإن الفلبين جنة فعلا، وهذا مايعنقدة الفلبينيون ، بالرغم أن كثيرا منهم يغاادر البلاد ولكل أسبابه التى دعته للمغادرة. فليس فقط بسبب مواردها الطبيعية وموقعها المتميز تعتبر الفلبين جنة ولكن أيضا بسبب أهلها وما يتصفون به من صفات فريدة.

إذا كنت تعيش هنا فى الفلبين ، فستلاحظ أنه لا يوجد تمييز مبنى على أساس العرق أواللون أو الدين. ولكن قد يكون هناك تمييز بين الفقراء والأغنياء ، وهذا هو ما يشعر به فقراء الفلبين. “سوف يبتسم الفلبيني ويساعدك على قضاء ما تريد بشكل واضح ، إذا كنت أجنبيًا أو من الطبقات العاليا. هل تعرف لماذا؟ لأنه محفور فينا كفلبينيين أن هؤلاء الناس يمكنهم أن يمنحونا وضعًا اقتصاديًا أفضل أو فرصا تعليمية أكثر وأفضل”، هكذا تقول أحدى الفلبينيات.

ربما يرجع أسباب هذا السلوك الى جذور تاريخية. كون الفلبين أرخبيلا ، فقد اعتمد الأهالى على تبادل الحيوانات المحلية والمحاصيل والخدمات فى معيشتهم المتواضعة طوال الزمن القديم ، ولكن عندما جاء الغزاة من الغرب ، أظهروا للفلبينيين ما يمكن أن تجلبه القوة من رخاء (معدات الحرب ، والمتفجرات ، والمال والذهب).

فى الحاضر وبالرغم من الفلبين أصبحت بيد أبنائها يملكون السيادة على البلد ، إلا أن مئات السنين من الاستعمار وأيضا تنوع الشعب نفسه قد أثر على عقول الفلبينيين بشكل واضح. فالفلبينى يغادر الفلبين أساسا بسبب الوضع الاقتصادي والتعليمي. كثير منهم عتقد أن الحياة فى الفلبين سيئة فعلا. لكن والحق يقال ، فأن الفلبينى يعود مرة ثانية الى بلده فى أغلب الحالات لأن الحياة لا تعتمد فقط على الأوضاع الأقتصاديه ، فالفلبينى يحتاج وبشكل هام جدا الى السعادة والشعور بالدفء فى أحضان الأسرة المتكاتفة والملتفة حول بعضها ، وهو ملا يجده خارج الفلبين.

وهناك أيضا نظرة سوداوية لبعض الفلبيين عن بلدهم وهم غالبا من الطبقة المتوسطة الذين يملكون الطموح ولكن لايمكلون المقومات التى تمكنهم من تحقيق طموحاتهم، فيقولون:” نعم الفلبين جنة ، ولكنها جنة من نوع يشبه الجحيم”. ربما يكون هذا هو حب ممزوج بالمرارة والأسى لما يعانيه كثير منهم فى تلك الجنة. هم يرون أنها جنة للأجانب والأثراء ، جنة نمت زخرفها ومتاعها على أجساد وكرامة الفقراء! “الفلبين جنة حيث يعيش أكثر من خمس السكان تحت خط الفقر المدقع و أكثر من مليونين من المواطنين يعانون من الجوع بانتظام.”

” الفلبين جنة حيث يبلغ الدخل الشهري للفرد من الطبقة المتوسطة 12000 بيزو إلى 50000 بيزو – أى من 250 الى أقل من 1000 دولار شهريا.” ” الفلبين جنة حيث يمكن للشرطة فيها إلقاء القبض عليك بدون أي تهم ، ويمكنك أيضا رشوة مدع عام ، أو قاض ، أو شرطي ، إذا كان لديك أموال تكفي للنيل من شخص أخر لا يملك المال.”

ما ذكرته سابقا كانت أقوال بعض الفلبينيين حول بلهم الفلبين ، بعضهم له رأى قاتم متشتئم ، والأخر معتدل ، ولكن لا شك فى أن الجميع يشتركون فى حب بلدهم الفلبين. والأن أسأل نفسى وأسألك عزيزى القارئ:

هل الفلبين جنة؟

هل الفلبين جنة؟ إنه بالتأكيد بلد متنوع جدا بيولوجيًا ومثير للاهتمام جيولوجيًا ، وبه العديد من الميزات الخاصة به وقد لا توجد فى دول أخرى. الفلبينيون (أو البعض منهم) مجتهدون وواسعو الحيلة حتى في عصور ما قبل التاريخ وما قبل الاستعمار. فقد حفر السكان الأصليون الأراضي الزراعية على جانبي الجبال للزراعة كما نرى فى مدرجات الأرز. وازدهرت النباتات والحيوانات في البلاد، ومارس الفلبينيون التجارة مع البلدان المجاورة.

ثم جاء الأستعمار ومكث أكثر 300 عاما ، وحاول أن يمحو الهوية الفلبينية ، وساعدوا من تعاون معهم من السكان، وقهروا من تصدى لهم. وقد نجحوا فى أن يزرعوا فى وجدان الفلبينى أنه أقل من غيره من الجنسيات الأجنبية. ومع ذلك لم يستطيعوا أن يغيروا من الصفات الأصيلة فى الشعب الفبينى والأسرة الفلبينية. وأكاد أن أجزم أن كثيرا من الفلبيين يغادرون الفلبين وهم يعنتقدون أنها فعلا جنة ، ولذلك يعودن بعد أن يحققوا بعض المكاسب المادية لمساعدة أسرهم.


رد واحد على “أذا كانت الفلبين جنة فلماذا يغادرها بعض الفلبينيين؟”

  1. أي بلد في الدنيا جنة لو فيها خير وتعليم وصحة ورعاية ويشعر الناس فيها بالمساواة غير كده لا تحدثني عن أوطان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *