موفى سينما فى السعودية والسياحة الفلبينية

موفي سينما

من أيام نشر خبر عن أفتتاح أول دار سينما فى السعودية فى مدينة جدة. هلل أفتتاح دار العرض سنما موفى فى جدة وما سيتبعه من مشاريع مماثلة سيؤثر سلبا على توافد السعودين الى دول أخرى – والفلبين من بيهنا بل ومن أهم الوجهات السياحية الترفيهية للسعوديين خاصة وللعرب عامة – طلبا للترفيه غير المتاح فى بلدهم. هذا ما أستعرض له فى مقالى هذا.

أمواج التغيير فى السعودية

يعتبر مثل افتتاح هذه النشاطات الترفيهية أحد علامات التحول فى البيئة السعودية عرفت من قديم الزمن بكونها متحفظة بل ومتشددة دينيا لدرجة أنهم كانوا يحرمون صوت المرأة. وقد عشت زمنا طويلا فى السعودية ، أعمل كطبيب ، وعندى دراية كافية بطباع السعوديين وسلوكياتهم فى تلك الفترة ما قبل عام 2002. ووقتها لم اتصور أبدا أن السعودية ستفتح أبوابها يوما ما للشاشة الفضية ، حتى الأن أستطيع أن اتخيل الصعوبات التى يواجها القائمون على أدخال مثل هذه التغيرات على المجتمع السودى الذى كان مغلقا بأحكام طوال تاريخه.

وبهذه المناسبة أذكر مذيعا مشهورا – اسمه سمير صبرى – ببرنامجه امنوعاتى عندما استضاف أحد شيوخ السعودية المتفتحين نسبيا ، وسأله عن صوت المرأة فرد بحزم أنه عورة بلا نقاشز سأله المذيع “حتى صوت أم كلثوم؟” وكانت أم كلثوم وتتها ، فى عالم الغناء والطرب ، أسما لامعا ليس فقط فى البلاد العربية – والسعودية ليست أستثناءا – ولكن فى كل أنحاء العالم ، فتردد الشيح لوهلة قبل أن يجيب مرددا:”صوت المرأة عورة ، هذا أمر الدين”. كانت الحكومة السعودية والأغلبية من مواطنيها ، يحرمون كثيرا من ألوان الترفيه وكثيرا من السلوكيات التى تتقبلها وتسمح بها الدول الأسلامية الأخرى.

ما أراه فى الأفق قادما لا محالة ، هو أن موفى سينما ستستمر ولن تكون أخر الأنشطة الترفيهية

ولكن ما أراه فى الأفق قادما لا محالة ، هو أن موفى سينما ستستمر ولن تكون أخر الأنشطة الترفيهية ، بل سيتبعها الكثير والكثير مما يشبهها وغيرها من ألوان الترفيه والتسلية التى كانت محرمة سابقا. والسؤال الذى أورته فى البداية أعيد هنا ، هل ستؤثر تلك الأنشطة ، المستجدة على السعودية ، أمثال موفى سينما على تدفق السعوديين طلبا للسياحة فى دول أخرى مثل الفلبين؟

فوكس ستفتح أول مجمع سينمائى بجدة فى ديسمبر

موفى سينما والسياحة الفلبينية

هل ستتأثر السياحة الفلبينية ويقل عدد السياح السعوديين بعد ظهور الأنشطة الترفيهية ، مثل سينما موفى ، فى السعودية؟

بعضنا يعرف أن سياحة السعوديين الى الفلبين شهدت أزدهار فى الأونة الأخيرة ، حيث زاد عدد الزوار السعوديين الى الفلبين طلبا للسياحة بمختلف ألوانها. لكى أجيب على سؤالى السابق ، يجب أن أعرض أولا ملخصا عن ألون أو أنواع السياحة المتاحة ، والتى من أجلها يأتى السعوديون الى الفلبين. بعض أن تقرأ المقتطب التالى عما تقدمه الفلبين للسائح السعودى ستستطيع أن تجيب أنت عن سؤالى دون مساعدة منى.

من جاء الفلبين سيان كان سائحا أو جاء للدراسة أو العمل وايضا المقيم فى الفلبين ، يعلم جيدا ما تقدمه الفلبين للسياح القادمين طلبا للمتعة والترفيه ، والسينما ليست من بين الوجهات المهمة سياحيا فى الفلبين ، ومثلها فى قلة الأهمية دور الغناء والمسارح الفلبينةز هذه ليست أدوات جذب للسياحة الفلبينية ، وهى على مايبدو ما ستشهده السعودية فى المستقبل القريب.

وما هو فعلا من عناصر الجذب السياحى فى الفلبين ليس موجودا ولن يتواجد أبدا فى السعودية ، وهو ما يدفع بالسائح السعودى أن يكلف نفسه مشقة السفر بالطيران لتسعة أو عشرة ساعات ليصل الى الفلبين. الجزر والشواطئ على أمتداد سواحل الفلبين والتى تعد من الأجمل فى العالم ، وكذلك الريف الفلبينى بحقوله وجباله الخضراء الغنية ما بالجداول والينابيع والشلالات المائية ، من بين بعض ما فى الفلبين من عوامل الجذب السياحى. وأيضا السياحة الجنسية وهو ما كنت أحب ألا أذكره ، ولكن ذكره حتمى هنا ، لأنها تمثل عامل جذب هام لكثير من السياح العرب ومن ضمنهم السعوديين.

ما ذكرته سابقا ما هو ألا قليل من كثير متوفر فى الفلبين ، هذا بالأضافى الى عامل جذب أخر هام لم أذكره لأنه يفوق كل مقارنة ، ولأنه متفرد وولا يوجد له مثيل لا فى السعودية ولا فى أى بلد أخر ، ألا وهو الشعب الفلبينى المضياف المتبسم المرحاب بكل من يزوره. الشعب الفبينى هو بحق معجزة سياحية لا ينمكن ان توجد مثلها فى أى دولة فى العالم.

خلاصة القول

السياحة الفلبينية لن تتأثر ولن يقل توافد السعوديين على الفلبين بسبب موفى سينما وأخواتها ، من الأنشطة الترفيهية التى ستجد طريقها الى مدن السعودية الواحدة بعد الأخرى ، والسياحة الفلبينية ستشهد المزيد من السعوديين بعد الطفرة الملحوظة فى تحسين البنية التحتية وشوراع وطرق الفلبين ، مع أهتمام حكومة الفلبين الواضح بتطوير الخدمات السياحة والتسهيلات المقدمة للسائحين الأجانب.


رد واحد على “موفى سينما فى السعودية والسياحة الفلبينية”

  1. كلامك مظبوط يا دكتور وللعلم الفلبين مقصد سياحي الأن يجذب الكثير من الجنسيات الأجنبية ويهتم بالسوق الأمريكي والأوروبي أكثر من السوق العربي وهذا واضح في جولات الترويج التي تتم في البلدان الاوروبية بشكل ملحوظ ويتوقع ان يكون هناك انتعاشة في السياحة من السوق الاوروبي والامريكي خصوصا ان الانفاق من السائح الاجنبي يفوق معدلات انفاق السائح العربي .

    شكرا على الطرح المميز دائما
    دمت في خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *