قرار غلق شاطئ بوراكاى العالمى بسبب حفاضة طفل

جزيرة بوراكاى

أعتقد أنه لا يوجد شخص فى أى ركن من أركان الأرض لم يسمع عن شاطئ بوراكاى فى الفلبين ، حيث ذاعت صيت هذا الشاطئ وحاز شهرة عالمية لم يحظ بها شاطئ أخر. وقد صنف شاطئ بوراكاى ضمن أفضل شواطئ العالم لعدة أعوام متتالية ، ولذلك يتوافد عليه السواح من مختلف بلاد العالم ، مما يدر أرباحا كبيرة الى الخزينة الفلبينية. وقد حالفنى الحظ أن زرت هذا الشاطئ أكثر من مرة ، وخلال زيارتى أستطعت أن أعرف أسرار سحر شاطئ بوراكاى التى تجذب أليه الزوار طوال أيام السنة.

ولأهمية الجزيرة للسياحة الفلبينية وبالتالى لخزينة الدولة ، يدأت السلطات الفلبينية تهتم بها وتضع اللوائح المنظمة لدخولها ، وتتبع الزوار وأرشادهم اللأتزان بتلك اللوائح ، ومعاقبة المخالفين منهم. وخصصت حكومة الفلبين هيئة خاصة لأدارة شئون ومراقبة الجزيرة ، تتكون من مسئولين من أدارت مختلفة من بينها وزارة السياحة ووزارة الداخلية والحكومة المحلية ووزارة الزراعة وغيرها. ومنذ أعادة تأهيل بوراكاى وأعادة فتحها فى أكتوبر 2018 ، وهذه اللجنة المشتركة ترصد كل كبيرة وصغيرة من أنشطة وفاعليات السواح فى جزيرة بوراكاى.

وجدير بالذكر هنا أنك لا تستطيع أن تدخل شاطئ بوراكاى قبل أن تستوفى عددا من الطلبات أو الشروط ، مثل حجز الطيران ذهابا وعودة ، وحجز الفندق المؤكد مسبقا ، وألا تتجاوز أقامتك هناك أكثر من ثلاث ليلى وأربعة أيام. وهناك أيضا رسوم تدفعها عند الوصول فى ميناء مدينة أكلان وقبل الصعود الى المركب الذى يقلك الى جزيرة بوراكاى.

قصة الحفاضة الشهيرة

أم قصة الحفاضة التى أنتشرت أخبارها فى الصحف والسوشيال ميديا فقد بدأت هناك فى بوراكاى. بينما كان المصطافون يستمتعون بوقتهم على الشاطئ ، يجلسون على رماله البيضاء الناعمة نعومة البودرة ، ويلهون فى المياه الزقاء الصافية ، أنطلقت السوشيال ميديا بفيديو لفت أنتباه عدد كبير من المشاهدين.

قامت امرأة من زوار بوراكاى – غير فلبينية – بدفن حفاضة طفلها المتسخة ببرازه في رمال شاطئ بوراكاى الشهير، ثم توجهت الى مياه البحر حاملة طفلها لتنظيف جسمه ومؤخرته فى المياه. ولحظها السئ كانت هناك كاميرا لأحد السواح الموجودين بالقرب منها ترصد وتصور المشهد والذى يعتبر مقززا وشاذا فى مكان كهذا ، ثم نشر الفيديو فى السوشيال مديا. وكعادة الأخبار الغريبة والشاذة ، لفت الفيديو انتباه المتابعين للسوشيال ميديا وحصل على مشاهدات كثيرة جعلته يصنف على أنه فيرال. أنتشار الفيديو لفت نظر السلطات الفلبينية الى الواقعة ، وكرد فعل منها وحرصا على بقاء المال والشاطئ فى حالة جيدة من حيث النظافة ، قررت السلطات إغلاق الشاطئ – الجزء الذى حدثت فيه الواقعة – لمدة 48 ساعة لتنظيفه ولفحص عينات من مياه البحر للتأكد من خلوها من البكتيريا الضارة .

وذكر أيضا أن السلطات أجرت بحثا لمعرفة هوية المرأة أم الطفل ومسألتها وفرض العقوبة الملائمة لجرمها ، ولكنى غير متأكد من صحة هذا الخبر ، وأذا كان صحيحا فلا أعلم أن كانوا قد عثروا على المرأة.

السلطات فى بوراكاى تغلق الجزء الملوث من الشاطئ

خلاصة نستفيدها من الواقعة

والخلاصة التى نستخلصها من هذا الحادثة ، أننا ينبغى أن نراعة اللوائح المنظمة لأى مكان نذذهب أليه حتى لو كان هذا المكان شاطئ مفتوح للجميع ، وعلينا أحترام اللوائح حتى لا يشهر بنا ونقع تحت طائلة القانون. وربما كانت العقوبة الأعظم للمرأة أم الطفل ، هو التشهير بها ، ولكن من حسن حظها أن الكاميرا لم تركز على ملامح ووجه المرأة بشكل يفضحها.

وهنا ألفت نظر القراء الأعزاء الى أمر أخر ، أستخلصته هناز لاأعلم أن كان عدم تركيز المصر على ملامح المرأة مقصودا أم مصادفة ، لأنه لو كانت ملامح المرأة واضحة وقام بالنشر لكان من حقها رفع قضية تشهير ضد ناشر الفيديو ، وفى دولة مثل الفلبين ، أكيد ستناله عقوبة التشهيرز فربما تعمد عدم أظهار وجه المرأة بوضح فى الفيديو تجنبا لمسألة التشهير.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *