الحياة فى الفلبين – تجربتى العيش فى ريف الفلبين – جزيرة كاتندوانس

puraran-beach-resort-cottages-catanduanes

الحياة فى الفلبين من الأمور التى يهتم بمعرفتها كثير من العرب ، حيث يفكر البعض بالأنتقال والعيش فى الفلبين. ومن المناطق التى يوصى أصحاب الخبرة من العرب فى الفلبين ، المناطق الريفية حيث الهدوء والطبيعة ، وطيبة وبساطة الناس هناك. وأنا كان لي تجربة وددت أن أشاركها معكم فى المقال التالى. للمزيد عن موضوعات العرب فى الفلبين ، والحياة فى الفلبين.

العيش فى الريف الفلبينى فكرة تراودنى كثيرا ، ولكنى لم أستطع الأقدام على تنفيذها حتى الأن لأسباب كثيرة ، فليس من السهل أن تقطع روابطك بالمدينة والحياة فى المدينة بعد أعتد\ت عليها طوال العمر ، ووجدت أرتباطات تربطك بالمدينة بشكل يبدو مستحيلا الفكاك منها. ولذلك قررت أن أخذ الأمر خطوة خطوة ، أو ربما ينطبق على المثل ” يقدم خطوة ويأخر خطوة ” يعنى فى النهاية محلك سر!

ولكن مؤخرا الموضوع كبر فى دماغى ، وشدت رحالى الى مكان زرته سابقا وأحبه بل وأعشقه ، لأنى أجد فيه كل ماأريد ، ولكن شد الرحال قررت أن يكون لفترة بسيطة فلا أول مرة ن فهناك ارتباطاتى بمانسلا بداية بعملى فى العيادة والمساعدة فى أدارة الصيلية والمركز الطبى الصغير الذى أمتلكه فى مانيلا ، وهذا هو أسهل الأمرين  ، حيث أن الأمر الأصعب هو ارتباطنا بخصو الدراسة فى الجامعة ، فبناتى يدرسون فى جامعة الفلبين ، وابنى فى مدرسة مانيلا ساينس ، وليس من الوارد فى خططنا تحويلهم الى جهات دراسية أخرى. نتيجة ذلك أن فكرة تحولى للعيش فى ريف الفلبين لا يمكن تطبيقها بشكل كامل فى الوقت الراهن ولكن ممكن تجربة العيش هناك لفترات قصيرة أم بمفردى أو مع زوجتى.

الحياة في الفلبين

يجدر أن أشير هنا أنه يوجد حوالي 102 مليون شخص يعيشون في الفلبين ، ينتشرون في حوالي ألفين من جزر البلاد البالغ عددها 7664 جزيرة. الحياة فى الفلبين من حيث المدنية تنقسم الى قسمين ، القسم الأول هو حياة المدن الكبرى والذى تتوفر فيه كل متطلبات الحياة العصرية تقريبا ، وجزء كبير من  سكان الفلبين يشغلون هذه المدن ومنها مانيلا وسيبو. والقسم الثانى هو حياة الريف الذى يتكون من ألاف القرى أو البارانجاي.

يستقر تقريبا ربع  سكان الفلبين – أى حوالى 25.5 مليون شخص – في المركز الحضري في البلاد ، وهو منطقة العاصمة الكبرى في مانيلا أو ميترومانيلا ، حيث تتوفر خدمات الرعاية الصحية الحكومية والخاصة ، وتتوفر مجموعة متنوعة من المدارس الحكومية والخاصة ومنها المدارس الدولية ، وهو ما يبحث عنه المغترب لتعليم أطفاله .ومعظم هذه المارس تقع فى منطقة ميترو مانيلا

أى الأقاليم أخترت لتجربة العيش فى ريف الفلبين

من العدد الهائل لجزر الفلبين ستتوقع أن الحياة فى الفلبين تتنوع تنوعا فريدا فى ألوان الثقافة العامة والعادات والتقاليد فى كل أقيليم ، وهذا صحيح ، حتى أن اللغات المخلية تختلف من أقليم لأخر

. أذا كنت تعلمت التجالوج فلا تتوقع أنك قد تجاوزت عقبة اللغة ، فعندما تتوغل فى أعماق الأقاليم الفلبينية ستقابل أناسا لا يعرفون التجالوج لأنهم يتكلمون لغتهم المحلية ، فهناك أكثر من مئة لغة محلية فى الفلبين ، ولكن هناك أمور مشتركة ستجها فى كل مكان فى الفلبين ، وهذا ماكنت أعرفه جيدا ، فمثلا الديانة أعرف أن المسيحية موجودة فى كل مكان حيث يعتنقها أكثر من 85% من السكان وبالتالى لا أتوقع أن أجد مايحتاجه عادة المسلم ألا فى أقاليم قليلة لأن المسلمين لا يشكلون أكثر من 10% من السكان. وأيضا أعرف أن وجود الأجانب ينحسر تدريجيا كلما بعدت عن المدن الكبرى ، وهذا ما وجدته فى جزيرة كاتنداونس التى أخترتها لتجرة العيش فى ريف الفلبين.جزيرة كاتندوانس – لمن لم يسمع عنها جزيرة كبيرة تقع فى أحضان المحيط الهادى ، تحتاج 3 ساعات تقيبا فى البحر لتصل أليها ، وتحتاج قبل ذلك سفرا بالبر لمدة 10 الى 12 ساعة لو كنت قادما من مانيلا.

جزيرة كاتندوانس فى أقليم بيكول
جزيرة كاتندوانس فى أقليم بيكول

جزيرة اتندوانس عرفتها عندما زرتها سياحة مع بناتى عام 2017 ، وأمضينا هناك أسبوعا كاملا تنقلا بين شواطئها وجبالها وشلالت المياه والكهوف هنا وهناك ، ومن جمالها وروعتها قررنا أن نعود أليها مرة ثانية. الجزيرة تقع ضمن أقليم بيكول وهو المعروف بوجود بركان مايون الشهير بالقرب من مدينة ليجازبى ، وليجازبى تقع جنوب مانيلا العاصمة على بعد 12 ساعة بالسيارة.

كتندوانس.JPG

معلومات عامة عن جزيرة كاتندوانس

كاتاندوانيس هي جزيرة تقع في منطقة بيكول في جزيرة لوزون في الفلبين ، جنوب مانيلا كما ذكرت سابقا. والجزيرة  تعد رقم 12 من حيث الحجم ، وعاصمتها هي فيراك والجزيرة تقع فى المجيط الهادى ، إلى الشرق من كاماريبنس سور عبر قناة ماكويندا. كان عدد سكانها 260.964 شخص مسجل في تعداد عام 2015. يتحدث السكان بلغة بيكول – بكولانو – ويوجد بها جامعة حكومية.

catadnaunes map.JPG

يتضح مما ذكرت أن الجزيرة تعد من أكبر جزر الفلبين من حيث المساحة ، فهى رقم 12 من بين أكثر من 7000 جزيرة ، ومع هذا الكبر لم تعرف الجزيرة بشكل واسع بين الفلبينيين ، وقد يكون السبب هو موقعها الى اشرق من جزيرة لوزون ، الموقع الذى جعل الجزيرة أول من يستبل العواصع والأعاصير القادمة من الشرق أو الشمال الشرقى ، مسببة كثير من الدمار  والخراب ، فكانت تسمى جزيرة الرياح العاوية ، وهذا طبعا كافيا لعدم أنجذاب الناس أليها قديما ، لكن الوضع أختلف حاليا ولاأدر السبب على وجه التحديد ، ربما أن المناخ تغير قليلا وأصبح أكثر رأفة بالجزيرة أو أن التكنولوجيا الحديثة ومنها تكنولوجيا البناء جعلت الناس أكثر جرأة للسكن او عمل مشاريع فى أماكن مثل جزيرة كاتندوانس ، واللقب الأكثر ملائمة الان هو اللقب الحالى – الجزيرة السعيدة.

الشارع الرئيسى فى جزيرة كاتندوانس

catanduanes circumferential road
catanduanes circumferential road

فى جزيرة كاتندوانس كما فى غيرها من بعض أقاليم الفلبين ، سوف تدرك مدى أهمية أن يكون محافظ الأقليم يتم تعينه بالأنتخاب ، أى يكون من أهل المنطقة وينتخب من أهلها ، وعندما يكون شخصية تحب وطنها الصغير ، وذات صفات خلاقة وأبداعية ، يأتى الأثر مباشرا وواضحا على الأقليم ، وهذا سر أن جزيرة كهذه يكاد لا يعرفها كثير من الفلبينيين تتمتع بطرق ممهدة ونظيفة تربط بين أطراف الجزيرة. الطريق الرئيسى هو الذى يخترق مدينة فيراك العاصمة ويربط شمال الجزيرة بجنوبها بنعومة وسلاسة. ومنها تتفرع طرق أخرى صغيرة تتوغل بك الى أعماق القرى والبرانجايات.

كيفية الوصول الى كاتندوانس

سبق وأن ذكرت أنى سافرت أليها برا بسيارتى فى المرتين ، المرة الأولى مع بناتى ، وكانت طبعا رحاة مشوقة بسب صحبتى لناتى فى هذا المشوار الطويل الذى أستغرق ذ2 ساعة ثم نمنا فى مدينة تباكوا وهى الميناء حيث تقلع السفن المتجهة الى كاتندوانس. وفى الصبا أخذنا أول باخرة الساعة السابعة صباحا ووصلنا ألى ميناء سان أندرس بعد 3 ساعات من الأبحار. هناك ميناء أخر وهو ميناء فيراك ولكن الرحلة أليه أطول ، كما أن المياه والأمواج اشد ، كما ذكر لنا الناس هناك ، ولذلك أخترنا الباخرة المتجهة الى سان أندرس. هذا هو خيار السفر برا الى الجزيرة ، وهو الطريق الذى سلكته فى رحلتى الحالية ، ولكن بدون أطفالى هذه المرو ولكن مع زوجتى وبعض الموظفين لدينا. هذه المرة شعرت بمشقة الرحلة بالرغم أنى أمضيت الطريق أما نائما فى المقعد الخلفى وأما دردشة مع زوجتى ، تاركا القيادة للسائقة التى كانت معنا ، ومع ذلك كانت الرحلة شاقة ومملة بعض الشئ ، وأمضينا معظم الليل فى الطريق ، ووصلنا مدينة تاباكو قرب الفجر ، ومن هناك أخذنا أول باخرة متجهة الى ميناء سان أندرس فى جزيرة كاتندوانس.

وعيب الطريق البرى هو طول الوقت مابين السفر برا لمدة 12 ساعة ثة أنتظار الباخرة لبضعة ساعات أذا وصلت الميناء ليلا ، ثم 3 ساعات فى البحر والعيب الثانى أن رحلات السفن عرضة للتأجيل فى أوقات العواصف أو الرياح القوية ، مما يضطرك الى البقاء فى مدينة تاباكو ليوم أو أكثر.

الخيار الثانى هو السفر بالطائرة ، حيث تقوم كل من شركتة فلبين أير وسيبو باسيفيك برحلات منتظمة الى هناك ، وتتحرك أول رحلة من مانيلا تقريبا الساعة السادسة صباحا ، ولا يوجد أكثر من رحلة واحدة يوميا. سعر الرحلة أتجاه واحد من مانيلا الى فيراك تقريبا حول 4000 بيسو ، ولكنه متغير مع الوقت ، وأحيانا يصل الى 700 بيسو. وهذه الخيار لى عند عودتى من رحلتى الحالية ، حيث تلركت زوجتى مع اليارة لمباشرة بعض المشاريع الضغيرة التى بدأناها  ، فقررت العودة بالطائرة حيث وجدت رحلة مع سيبو باسيفيل سعرها 5200 بيسو ، ولكنى حصلت عليها فقط بمبلغ 400 بيسو بعد الخصم الخاص بكبار السن ، وهو تقريبا 20% من سعر التذكرة.

وبعد كتابة هذه السطور سأقوم بترتيب حقيبتى الصغيرة أستعدادا للسفر الى مانيلا ، ومقرر أن أعود ثانية بعد أسبوع تقريبا لأكمال المشوار فى هذه الجزيرة الرائعة ، التى قد تكونى مستقرى الذى سأمضى فيه مات بقى لى من العمر.

وسوف أتابع مقالاتى من جزيرة كاتندوانس بالتفصيل ، وعن كل شئ أجده هنا ويكون جديرا أن أكتب عنه ، فأرجو أن تتابعوا مقالاتى ، وأرجو من زار هذه الجزيرة أيضا ، يكتب لنا تعليقا بالأسفل عن تجربتهز زالى اللقاء فى مقال قادم.

اضغط هنا للمزيد عن موضوعات العرب فى الفلبين ، والحياة فى الفلبين.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *