منظر غروب الشمس فى خليج مانيلا – رفيق العمر


مشاهدة غروب الشمس متعة وسلوة وصحبة لا تنسى ولا تنقطع أبدا طالما وجدت الى البحر سبيلا ، منظر خلاب يترك أثره العميق فى النفس. ومناظر غروب الشمس فى خليج مانيلا – مانيلا باى – لها وقع خاص بالنسبة لى، فهى تبعث فى نفسى رومانسية وهدوء وطمأنينة ، ونغمات ناعمة تسكن لها روحى ، وهى مريحة جدا للأعصاب ، كما أنها تحمل لى معان كثيرة وتحرك الذكريات.

عند غروب الشمس يتحول البحر والسماء إلى مزيج من الألوان الذهبية بدرجاتها المختلفة ، تذوب من جمال سحرها مشاكلنا وتوترنا. مشاهد غروب الشمس هى أحد أروع المشاهد الطبيعية التى رأيتها طوال حياتى ، وبالرغم من تكرارها مرات عديدة ، وفى أماكن مختلفة ، ألا أنى لا أمل من العودة أليها والبحث عنها حيثما كنت.

خليج مانيلا (مانيلا باى) هو واحد من أفضل المواقع في الفلبين لمشاهدة الشمس تقبل البحر ، ثم يأخذها البحر يحتضنه ثم يخفيها بين أحضانه ، وربما هو أفضل موقع في العالم كله. فأذا أتيحت لك الفرصة لزيارة عاصمة الفلبين – مانيلا – أوصيك ألا تترك هذا المشهد الخلاب يفوتك. فقد يكون هو أجمل ما تراه فى رحلتك ، أو على الأقل هو المشهد الذي سيظل دائما عالقا بخيالك وستظل دائما تشتاق اليه. تمنيت لو كنت أملك زمام الكلمات واستطيع أن أنسج منها شعرا يعبر عما يدور بينى وبين خليج مانيلا من مشاعر عميقة. ف

خليج مانيلا ، يا رفيق العمر ، كم من مرة تسمع لشكواى عندما لم يسمعنى أحد غيرك ، وكم من مرة بكيت فى محرابك ، وكانت تهمس لى أموجك فى هدوء وسكينة “أن أصبر ، فليس هناك علاج للجروح أفضل من الصبر”. وكم من دموع سكبتها ، فاحتضنتها بين أمواجك ، ولففتنى بنسماتك كانما تمد يدا لتمسح دموعى وتغسل أحزانى. عندما أشتاق لما أخذته منى عنوة بلادى ، أحضر أليك موجها عيونى شطر الغرب باكيا متوسلا “أعيدوا لى ما سلبتمونى”. ياوطنى البعيد كم احترقت بنار وأنا على أرضك الباردة ، ياوطنى البعيد كم ضاقت على سماؤك وشوارعك وبحارك ، فلم أجد مهربا وسكنا ألا هذا الخليج الحنون ببحره الساكن الهادئ.

منظر الغروب من عند النافورة أمام كنيسة ملاتى ومطعم أرستوقراط ومطعم ماكس الشهير
منظر غروب الشمس الخلاب متاح للجميع ، الفقير والغنى
يتجمع الناس من مختلف الأجناس ومختلف الأعمار فى خليج مانيلا أنتظارا لمشاهدة غروب الشمس
هذا الحصان أحد العلامات المميزة لخليج مانيلا

لقد أنعم الله على أن اسكن دائما بالقرب من خليج مانيلا ، لا تبتسم وتقل أن المياه والخلجان تحيط كل مكان فى الفلبين. ولكنى أقصد أنى على بعد خطوات دائما منه ، من بيتى ، أو أو من عيادتى ، فقط خطوات معدودة كى أصل الى الماء ، فلم أحرم من مجالسة الشمس وهى تغرب تحاكينى وأحاكيها ، أقص عليه قصصى ، فتذكرنى بأن الحياة لها قواعد لا يجب أن أنساها.

يقول لى غروب الشمس أن كل شئ جميل سيزول ، ربما تدريجيا كما هو الحال مع غروب الشمس ، أو غياب مفاجئ غير متوقع. هذه أحد قواعد الحياة التى على أن أتذكرها. ولكن غروب الشمس يحن ويعطف على بعودته كل يوم ، فألتمسه عندما أحتاج أليه ، ولا يغيب عنى ألا فى الأيام الملبدة بالغيوم. أم ما راح منى فى بلادى فلم يعد حتى الأن ، ويبدو أنه أبدا لن يعود.

خليج مانيلا ، لمن لا يعرفه ، هادئ المياه لاتوجد به تلك الأمواج الهادرة التى نعتادها فى البحار كما فى الأسكنرية أو مرسى مطروح أو بلطيم أو غيرها. وكأن البحار عل شعوبها ، فشعب الفبين شعب هادئ ساكن مطمئن ، وشعبنا المصرى ، أهل بلدى ، نزعت منهم أحوال القهر والظلم كل سكينة وكل أطمئنان.

عند الغروب هنا تنسحب الشمس ببطء حزين ، تغوص تدريحيا فى صفحة المياه الساكنة تاركة خلفها ألونا ذهبية مختلفة الدرجات. هدوء مياه الخليج وسكون سطح الماء يرسم مع الغروب لوحة حزينة ، أحيانا تدمع لها عينى ، ياخليج جئتك محملا بأحزانى فوجدتك أكثر منى حزنا. يخيل لى أحيانا أن أمد يدى الى الشمس الغاربة أتوسل أليها أن تبقى ولاتتركنى وحيدا مع الليل الطويل.


4 ردود على “منظر غروب الشمس فى خليج مانيلا – رفيق العمر”

  1. فعلا بروفيسور لقد أنعم الله على الفلبين بعدد من الأماكن غاية في الجمال والسحر وتعرف الاجمل يا دكتور ؟؟

    الناس المتحضرة اللي بتحافظ على الجمال ده ..الناس المتحضرة الواعية اللي فاهمة يعني ايه قيمة النظافة والنظام في حياتهم……

    شكرا بروفيسور على المجهود وعلى المقال اللي يستحق النشر مئات المرات وللعلم ديما ننتظر المزيد
    دمت في خير
    حبيبي يا بروفيسور

  2. ايه الوصف الجميل ده يا دكتور ده أنا الدمعة كانت هتفر من عيني ههههههه خصوصاً اني بحب لحظات الغروب جداً ولازم استني لحد الشمس ما تحضن البحر … والله كان لازم تكتب قصص اسلوبك يشد بشكل غريب ده غير صور الغروب المذهلة تحياتي لاسلوبك يا دكتور ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *