لو كنت ممن زار تجاى تاى مرة أو أكثر ، أكيد لاحظت الألوان الزاهية التى تتحلى بها المنازل والأبنية هناك على قمم الجنال والتلال المكونة لمدينة تجاى تاى ، وهذا هو عادة الشعب الفلبينى أن يختار ألوانا زاهية مفرحة فى كل شئ ، سيان المنازل أو الأبنية أو الملابس ، كل شئ يبدوا ملونا بألوان زاهية مرحة.
وسف تندهش عندم ترى كيف أختفت تلك الأللوان الفرحة الزاهية وحل محلها اللون الرمادى كاسيا أسطح المنازل ، وواجهات المحلات وحتى السيارات ، كل شئ أصبح باللون الرمادى ، زلك بعد نشاك بركان تال ، وانفجاره دافعا الغبار البركانى رمادى اللون من جوفه الى السماء حيث يسقط بعد ذلك ويغطى كل شئ. يالأسف صورة لأحد أحياء مدينة تجاى تاى ، وتبدو فيها أسطح المنازل كلها أصطبغت باللون الرمادى بسبب سقوط الغبار البركانى عليها. هذه الصور ألتقطت بعد عدة دقائق من أنفجار بركا تال.
أثار سقوط الرماد في مناطق مختلفة من لوزون (التى تضم مدينة تجاى تاى وأقليم بتنجاس)، بما في ذلك مترو مانيلا بعد ثوران بركان تال البركاني يوم الأحد عدة أسئلة سكان المناطق التى تعرضت لوصول الغبار البركانى الى سمائها وبالطبع كانت بسبب أنزعاج السكنين من أثار الغبر البركانى على الصحة.
ومن بين تلك التى سئل عنها ، سلامة استخدام المكيفات ، حيث قال البعض أم المكيفات قد تخرب بسب الغبار البركانى ، ولكن الشركات المصنعة ردت بأن المكيفات تستخدم الهواء الموجود داخل المنزل وليس من خارج المنزل ولذلك لا ضرر من أستخدام المكيفات بالرغم من وجود الغبار اللكترونى.
وسارع الناس الى استخدام أقنعة الوجه لحمايتهم من الغبار البركانى ، بعد أن أوصت وزارة الصحة بذلك ، وبعد ساعات جائات التقارير من مختلف المناطق بنفاذ مخزون أقنعة الوجه. وكما هو الحال عند الأزمات ستجد من يستغل الأزمة لصالحه.
وصلت الشكاوى إلى المكاتب المعنية بأن سعر أقنعة الوجه قد ارتفع في العديد من الأسواق في مانيلا وغيره بعد سقوط الغبار البركانى بسبب بركان تال ، وسعر الماسك نوع ( أن95 ) عادة 25-30 بيسو ، ولكنه أصبح يباع بواسطة التجار الجشعين بمبلغ 200 بيسو. وبناءأ على الشكاوى قامت مكتب تصاريح مانيلا ومكتب تراخيص مانيلا بإجراء عمليات تفتيش على الشركات المحلات التي تبيع هذا القناع.
ومع وجود الجشع والطمع ، فأن الحياة لا تخلو من أهل الخير ، حيث شوهد عددا من الخيريين يوزعون أقنعة الوجه – الماسكات – بالمجان على الناس فى المناطق المتضررة وخاصى فى تجاى تاى و بتنجاس.
بعد أن غطى الغبار البركانى كل شئ فى المناطق القريبة من البركان ، وهذا ما كنت تراه يوم الأحد بعد الظهر ويوم الأثنين ، ولكن معروف عن الفلبينيين بقدرتهم على مواجهة الكوارث ، وانهم لا يدخرون جهدا فى التعاون لأزالة أثار تلك الكوارث. اليوم الثلاثاء ، وحسب كثير من التقارير فأن أغلب المناطق تم تنظيفها من الغبار ، وبدأت تدريجيا تعود الى حالتها السابقة.
ولكن مازالت الأخبار والتقاريى ترد والتى تدعو الى شئ من القلق ، وهو أم بركان تال قد يستمر فى نشاطة لفترة ما ، قد تطول ألى أسابيع أو ربما أشهر.